فشل الأهلي في الفوز بدوري أبطال إفريقيا للعالم الثالث على التوالي بعدما ودع بطولة هذا الموسم عقب تعادله مع ضيفه الترجي التونسي 1-1 في الجولة السادسة والأخيرة من دور الثمانية – دوري المجموعات – رغم الهدية التي قدمها المولودية الجزائري على طبق من ذهب للأهلي بالفوز على الوداد البيضاوي المغربي 3-1 في المباراة التي أقيمت بنفس توقيت مباراة الأهلي والترجي.
بداية مشوار الأهلي بدور الثمانية هذا الموسم لم تكن مثالية حيث سقط الأحمر في فخ التعادل مع ضيفه الوداد 3-3 بالقاهرة.
وأرى أن هذه المباراة هي السبب الرئيسي في خروج الأهلي بهذا الشكل المخجل من البطولة التي حقق لقبها 6 مرات على مدار تاريخه.
ولكن بالنظر إلى الأسباب الحقيقة التي تسبب في سقوط الأهلي في هذا الفخ بمستهل مشواره في دوري المجموعات هو جمهور الأهلي نفسه!
كيف تسبب "ألتراس الأهلي" في هذا الخروج؟
رابطة "ألتراس أهلاوي" - التي أشهرت في عام 2007 لتحل محل رابطة مشجعي الأهلي بعد ذلك - وخلال مباراة الأهلي وزيسكو الزامبي في مباراة إياب دور الـ16 بالقاهرة، قررت توجيه رسالة إلى لجنة المسابقات في الاتحاد المصري لكرة القدم اعتراضاً على العقوبات التي فرضت على فريقهم محلياً بسبب استخدام الشماريخ.
الرسالة كانت بحدوث اتفاق بين جمهور الأهلي بقيادة الألتراس بإشعال مئات الشماريخ بعد مرور قرابة 50 دقيقة من بداية المباراة، حيث غطت سحابة من الدخان سماء استاد القاهرة، وسقط أحد لاعبي الفريق الزامبي على الأرض بسبب الاختناق "الذي قد يكون مفتعل".
وكلف هذا الرد على الاتحاد المصري الأهلي غالياً، حيث قرر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم حرمان الأهلي من جمهوره في أول مباراة تقام على أرضه بدور الثمانية "مباراة الوداد".
وتسبب هذا القرار في حرمان الأهلي من أحد أهم أسلحته وأكثرها فاعلية أما الفريق المغربي الذي حقق نتيجة قلما ما حققها فريق مع الأهلي في القاهرة وهي التعادل 3-3.
ورغم الدعم الكبير والمساندة التي قدمها الجمهور الأحمر لفريقه في مباراة الترجي الأخيرة، إلا أن هذا الدعم لم يكن كافياً لتعويض وتصحيح الخطأ الذي ارتكبه الألتراس في إياب دور الـ16.
ليس ذنب الألتراس فقط!
أنا هنا لا أحمل مسؤولية خروج الأهلي للأتراس فقط، ولكن هناك عدة عوامل أخرى ساهمت في هذا الخروج.
أحد هذه العوامل هو عدم وجود حارس مرمى على مستوى جيد داخل الأهلي.
مع كامل احترامي لمستوى كل من أحمد عادل عبد المنعم وشريف إكرامي ومحمود أبو السعود، إلا أن اي منهم لا يتمتع في الوقت الحالي بالمستوى الذي يؤهله لحراسة مرمى الأهلي.
وأكبر دليل تواضع مستوى حراسة مرمى الأهلي هذا الموسم هو تلقى شباك الأهلي 6 أهداف في 6 مباريات، بمعدل هدف في كل مباراة، مع الوضع في الاعتبار أن 3 أهداف من الـ6 سكنت شباك الأهلي في المباراة الأولى أمام الوداد، بخلاف هدفين من الترجي "هدف ذهاباً وآخر إيابا"، وهدف من الوداد في المغرب.
توابع رحيل الحضري!
أزمة حراسة المرمى في الأهلي ليست ولدية اللحظة، بل تعود إلى 2008، عندما رحل عصام الحضري عن الأهلي بعد أن قام بفسخ عقده من طرف واحد ونتقل إلى سيون السويسري، ومن يومها وبداية من أمبر عبد الحميد ومروراً بالفلسطيني رمزي صالح وشريف إكرامي وأحمد عدال وأخيراً أبو السعود، لم يقدم أي حارس مستوى يليق بالأهلي.
قد تكون خامة الثلاثي جيدة إلى حد كبير، ولكنهم في حاجة إلى المزيد من الخبرة، وربما يكون أحدهم جديراً بحراسة الأهلي فعلا ويكون صمام أمان للفريق خلال المواسم المقبلة.
خطأ جوزيه
بغض النظر عن نتائج الأهلي السلبية في دوري المجموعات، فالبرتغالي مانويل جوزيه وقع في خطأ كبير في مباراة الترجي الأخيرة عندما لم يسحب مهاجمه عماد متعب من الملعب بعد المشادات المتكررة بينه وبين دفاع الترجي، وهو الأمر الذي أثر بالسلب على مستوى المهاجم، حتى أننا لم نشعر به تقريباً خلال المباراة.
أتمنى أن أرى نهاية لمسلسل الأخطاء الفادحة للحكام الأفارقة التي ودع الأهلي بسببها ومنها حلقة جوزيف لامبيتي بطل موقعة "يد إينرامو" الشهيرة الموسم الماضي، وكانت أخر حلقاتها "هدف بانانا المتسلل".
وأخيراً، ليست "تواضع مستوى التحكيم" هو سبب أو "شماعة" خروج الأهلي من البطولة، ففي كرة القدم عندما تقبل أن تفوز بأخطاء الحكام عليك أن تتقبل الخسارة بأخطاء نفس الحكام.